Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 28-28)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَمْ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَٱلْمُفْسِدِينَ فِي ٱلأَرْضِ } قال المهايميّ : أي : أنترك البعث بالكلية ، أم نبعث ونجعل الذين آمنوا فشكروا نعمة العقل والكتاب وعملوا الصالحات فشكروا نعمة الأعضاء ، كالمفسدين ، بصرف العقل والأعضاء إلى غير ما خلقت له ؟ { أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ } أي : مخالفة أمر الله رعايةً لمحبته { كَٱلْفُجَّارِ } أي : الذين يخالفون أوامر الله ، ولا يبالون بعداوته ؛ أي : لا نفعل ذلك ولا يستوون عند الله . قال ابن كثير : وإذا كان الأمر كذلك ، فلا بد من دار أخرى يثاب فيها هذا المطيع ، ويعاقب فيها هذا الفاجر ، وهذا الإرشاد يدل العقول السليمة والفطر المستقيمة ، على أنه لا بدّ من معاد وجزاء ، فإذا نرى الظالم الباغي يزداد ماله وولده ونعيمه ، ويموت كذلك ، ونرى المطيع المظلوم يموت بكمده ، فلا بد في حكمة الحكيم العليم العادل ، الذي لا يظلم مثقال ذرة ، من إنصاف هذا من هذا ، وإذا لم يقع هذا في هذه الدار ، فتعين أن هناك داراً أخرى لهذا الجزاء والمواساة ، ولما كان القرآن يرشد إلى المقاصد الصحيحة والمآخذ العقلية الصريحة ، قال تعالى : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ … } .