Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 8-8)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا } أي : مع أن فينا من هو أثرى وأعلى رياسة . قال الزمخشريّ : أنكروا أن يختص بالشرف من بين أشرافهم ورؤسائهم ، وينزل عليه الكتاب من بينهم كما قالوا : { لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] وهذا الإنكار ترجمة عما كانت تغلي به صدورهم من الحسد ، على ما أوتي من شرف النبوة من بينهم { بَلْ هُمْ فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي } إضراب عن مقدّر ؛ أي : إنكارهم للذكر ليس عن علم ، بل هم في شك منه ، يقولون في أنفسهم : إمّا وإمّا : { بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } أي : على الإنكار . فإذا ذاقوه زال عنهم ما بهم من الشك والحسد ، وصدّقوا وتصديقهم لا ينفعهم حينئذ لأنهم صدقوا مضطرين . قال الناصر في ( الانتصاف ) : ويؤخذ منه أن : { لَّمَّا } لائقة بالجواب . وإنما ينفى بها فعل يتوقع وجوده ، كما يقول سيبويه ، وفرق بينها وبين ( لم ) ، بأن ( لم ) نفيٌ لفعل يتوقع وجوده لم يقبل مثبته ( قد ) . و ( لما ) نفي لما يتوقع وجوده أُدخل على مثبته ( قد ) . وقال : إنما ذكرت ذلك لأني حديث عهد بالبحث في قوله عليه الصلاة والسلام : " الشفعة فيما لم يقسم " فإني استدللت به على أن الشفعة خاصة بما يقبل القسمة . فقيل لي : إن غايته أنه أثبت الشفعة فيما نفى عنه القسمة ، فإما لأنها لا تقبل قسمة ، وإما أنها تقبل ولم تقع القسمة ، فأبطلتُ ذلك بأن آلة النفي المذكورة ( لم ) ، ومقتضاها ، قبول المحل الفعل المنفيّ وتوقع وجوده . ألا تراك تقول : الحجر لا يتكلم . ولو قلت : الحجر لم يتكلم . لكان ركيكاً من القول ؛ لإفهامه قبوله للكلام . انتهى . وهو لطيف جيد .