Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 70-73)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ * وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً } أي : أفواجاً متفرقة بعضها في أثر بعض ، على تفاوت ضلالهم وغيهم ، رعاية للعدل في التقديم والتأخير { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } أي : ليدخلوها ، ولكل فريق باب { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ } أي : الموكلون بتعذيبهم : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ } أي : من جنسكم تعرفون صدقهم وأمانتهم { يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } أي : وقتكم أو يوم القيامة ، حرصاً على صلاحكم وهدايتكم { قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ } أي : وجبت { كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } أي : حكمه عليهم بالشقاوة ، وأنهم من أهل النار { قِيلَ ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ * وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ } أي : مساق إعزاز وتشريف ، للإسراع بهم إلى دار الكرامة { زُمَراً } أي : متفاوتين حسب تفاوت مراتبهم في الفضل { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُـمْ طِبْتُمْ } أي : من دنس المعاصي ، وطهرتم من خبث الخطايا { فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } . قال السمين : في جواب : { إِذَا } ثلاثة أوجه : أحدها : قوله : { وَفُتِحَتْ } والواو زائدة . وهو رأي الكوفيين والأخفش ، وإنما جيء هنا بالواو دون التي قبلها ؛ لأن أبواب السجون مغلقة إلى أن يجيئها صاحب الجريمة فتفتح له ، ثم تغلق عليه ، فناسب ذلك عدم الواو فيها ، بخلاف أبواب السرور والفرح ، فإنها تفتح انتظاراً لمن يدخلها . والثاني : أن الجواب قوله : { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ } على زيادة الواو أيضاً . والثالث : أن الجواب محذوف . قال الزمخشري : وحقه أن يقدر بعد خالدين : أي لأنه يجيءُ بعد متعلقات الشرط ما عطف عليه . والتقدير : اطمأنوا . وقدره المبرد : سعدوا . وعلى هذين الوجهين ، فتكون الجملة من قوله : { وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } في محل نصب على الحال ، والواو واو الحال . أي : جاؤوها مفتحة أبوابها . كما صرح بمفتحة حالاً من : { جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } [ ص : 50 ] وهو قول المبرد والفارسيّ وجماعة ، وزعم بعضهم أن هذه الواو تسمى واو الثمانية ؛ لأن أبواب الجنة ثمانية ، وردّه في ( المغني ) بأنه لو كان لواو الثمانية حقيقة ، لم تكن الآية منها ؛ إذ ليس فيها ذكر عدد البتة ، وإنما فيها ذكر الأبواب ، وهي جمع لا يدل على عدد خاص . ثم الواو ليست داخلة عليه ، بل على جملةٍ هو فيها . انتهى . أي : وهي - على قول مثبتها - الداخلة على لفظ الثمانية على سرد العدد ، ذهاباً إلى أن بعض العرب إذا عدّوا قالوا : ستة سبعة وثمانية . إيذاناً بأن السبعة عدد تامّ ، وأن ما بعده عدد مستأنف ، فأشبهت واو الاستئناف .