Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 113-113)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ } بإعلامك ما هم عليه بالوحي وتنبيهك على الحق { لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ } برمي البريء والمجادلة عن الخائنين ، يعني : أسير بن عروة وأصحابه ، يعني بذلك لما أثنوا على بني أبيرق ولاموا قتادة بن النعمان في كونه اتهمهم وهم صلحاء برآء ، ولم يكن الأمر كما أنهوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ } لأن وباله عليهم { وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ } لأنك إنما عملت بظاهر الحال وما كان يخطر ببالك أن الحقيقة على خلاف ذلك ، ولما أنزل تعالى فصل القضية وجلاّها لرسول صلى الله عليه وسلم ، امتنّ عليه بتأييده إياه في جميع الأحوال بقوله : { وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ } أي : القرآن والسنة { وَعَلَّمَكَ } من أمور الدين والشرائع : { مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } أي : قبل نزول ذلك عليك ، كقوله : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ … } [ الشورى : 52 ] الآية ، وقال تعالى : { وَمَا كُنتَ تَرْجُوۤ أَن يُلْقَىٰ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } [ القصص : 86 ] ، ولهذا قال تعالى : { وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً } أي : فيما علمك وأنعم عليك . قال الرازيّ : هذا من أعظم الدلائل على أن العلم أشرف الفضائل والمناقب . ثم أشار تعالى إلى ما كانوا يتناجون فيه حين يبيّتون ما لا يرضى من القول ، بقوله سبحانه : { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ … } .