Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 145-145)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ } قرئ بسكون الراء وفتحها { ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ } أي : الطبق الذي في قعر جهنم ، والدرك كالدرج ، إلا أنه يقال باعتبار الهبوط ، والدرج باعتبار الصعود ، وإنما عوقبوا بذلك لأنهم أخبث الكفرة ، إذ ضموا إلى الكفر استهزاءً بالإسلام وخداعاً للمسلمين . قال الرازيّ : وبسبب أنهم لمَّا كانوا يظهرون الإسلام ، يمكنهم الاطلاع على أسرار المسلمين ثم يخبرون الكفار بذلك ، فكانت تتضاعف المحنة من هؤلاء المنافقين ، فلهذه الأسباب عوقبوا بذلك . ونقل عن ابن الأنباريّ أنه قال : إنه تعالى أخبر عن آل فرعون بقوله : { أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } [ غافر : 46 ] ، وعن المنافقين بما في هذه الآية ، فأيهما أشد عذاباً ؟ فأجاب : بأنه يحتمل أن أشد العذاب إنما يكون في الدرك الأسفل ، وقد اجتمع فيه الفريقان ، والله أعلم . روى الترمذيّ عن الحسن قال : قال عتبة بن غزوان على منبر البصرة ، إن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوى فيها سبعين عاماً ، وما تفضي إلى قرارها " وكان عمر رضي الله عنه يقول : أكثروا ذكر النار ، فإن حرها شديد ، وإن قعرها بعيد ، وإن مقامعها حديد . وروى الترمذيّ عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ويل : واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفاً قبل أن يبلغ قعره " { وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } : أي : ينقذهم مما هم فيه ويخرجهم من أليم العذاب .