Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 46-48)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } جملة مستأنفة مبنية لكيفية نزول العذاب بهم ، على أن { ٱلنَّارُ } مبتدأ وجملة { يُعْرَضُونَ } خبره . وعلى الثاني ، فالنار خبر لمحذوف وهو خبر العذاب السيء ، أو هي بدل من { سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } . والمراد عرض أرواحهم عليها دائما . واكتفى بالطرفين المحيطين - الغدوّ والعشيّ - عن الجميع ، وبه يستدل على عذاب القبر والبرزخ . وقاناه الله تعالى ، بمنه . قال السيوطيّ : وفي ( العجائب ) للكرمانيّ : في الآية أدل دليل على عذاب القبر ؛ لأن المعطوف غير المعطوف عليه ؛ يعني قوله تعالى : { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } أي : هذا العرض ما دامت الدنيا ، فإذا قامت الساعة يقال لهم : { أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } وهو عذاب جهنم ؛ لأنه جزاء شدة كفرهم . { وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّـارِ } أي : يتخاصمون فيها ، الأتباع والمتبوعون { فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْـبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً } أي : أتباعاً كالمكرهين { فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ ٱلنَّارِ * قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ } أي : نحن وأنتم . فكيف نغني عنكم ؟ ولو قدرنا لأغنينا عن أنفسنا { إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ ٱلْعِبَادِ } أي : بأن أدخل أهل الجنة الجنةَ ، وأهل النار النارَ ، ولا معقب لحكمه . أو بأن قَدّر عذاباً لكل منا لا يدفع عنه ، ولا يتحمله عنه غيره ، قال الشهاب : وهذا أنسب بما قبله .