Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 56-56)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ } أي : يدفعون الحق بالباطل ، ويردّون الحجج الصحيحة بالشبه الفاسدة ، بلا برهان ولا حجة من الله { إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ } أي : إلا تكبّر عن الحق وتعظم عن التفكير ، وغمط لمن جاءهم به ، حسداً منهم على الفضل الذي آتاك الله ، والكرامة التي أكرمك بها من النبوة { مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ } . قال ابن جرير : أي : الذي حسدوك عليه أمر ليسوا بمدركيه ولا نائليه ؛ لأن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، وليس بالأمر الذي يدرك بالأمانيّ . وقد قيل : إن معناه إن في صدورهم إلا عظمة ، ما هم ببالغي تلك العظمة ، لأن الله مذلُّهم { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } قال ابن جرير : أي : فاستجر بالله يا محمد ، من شر هؤلاء الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان ، ومن الكبر أن يعرض في قلبك منه شيء { إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } أي : لما يقولون ، وبما يعملون ، فسيجازيهم . تنبيه قال كعب وأبو العالية : نزلت هذه الآية في اليهود ، وذلك أنهم ادعوا أن الدجال منهم ، وأنهم يملكون به الأرض . فأمر صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله من فتنته . قال ابن كثير : وهذا قول غريب ، وفيه تعسف بعيد . وإن كان قد رواه ابن أبي حاتم ، ولم يذكره ابن جرير ، على ولعه بالغريب والضعيف . وفي ( الإكليل ) : ليس في القرآن الإشارة إلى الدجال إلا في هذه الآية ، أي : على صحة هذه الرواية .