Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 78-78)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ } أي : لتقف على ما وفينا لهم من وعد النصر إياهم في الدنيا { وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } أي : لمكان الطول ، مع أن في نبئهم ما يشاكل نبأ المذكورين ، والشيء يعتبر بشكله { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } أي : بأمره . وهذا رد لمقترحهم وتعنتهم في طلب ما قص عنهم من آية : { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً } [ الإسراء : 90 ] الآية ، بأن الإتيان بذلك مردّه مشيئة الله تعالى وإرادته به ، وقد شاء أن تكون الآية العظمى تنزيله ، الأكبر من كل آية ، والأعظم من كل خارقة . فهو خير الآيات وأحسنها وأقوم المعجزات وأمتنها . كما قال تعالى : { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } [ البقرة : 106 ] ، وقال تعالى : { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } [ العنكبوت : 51 ] ، { فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ } أي : عند عدم الإيمان بالآية المقترحة ، بعد إتيانها : { قُضِيَ بِٱلْحَقِّ } أي : من المؤاخذة ، بعد تقرير الحجة المقترحة لهم { وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ } أي : في دعواهم الشريك ، وافترائهم الكذب .