Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 7-10)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ } أي : من الملائكة . وقد سبق في تفسير آية : { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } [ الأعراف : 54 ] ، في الأعراف ، كلام في حملة العرش ، فراجعه { وَمَنْ حَوْلَهُ } يعني : الملائكة المقرّبين { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ } أي : ويقرّون بأنه لا إله لهم سواه ، ويشهدون بذلك لا يستكبرون عن عبادته . وفائدة التصريح بإيمانهم مع جلائه ، وهو إظهار فضيلة الإيمان وإبراز شرف أهله ، والإشعار بعلة دعائهم للمؤمنين . حسبما ينطق به قوله تعالى : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } فإن المشاركة في الإيمان أقوى المناسبات وأتمها ، وأدعى الدواعي إلى النصح والشفقة . وفي نظم استغفارهم لهم في سلك وظائفهم المفروضة عليهم ، من تسبيحهم وتحميدهم وإيمانهم ، إيذان بكمال اعتنائهم به ، وإشعار بوقوعه عند الله تعالى في موقع القبول : { رَبَّنَا } أي : يقولون ربنا { وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً } أي : شملت رحمتك وأحاط بالكل علمك { فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ } أي : صراطك المستقيم بمتابعة نبيّك في الأقوال والأعمال والأحوال { وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَـلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } أي : عمل صالحاً منهم ، ليتم سرورهم بهم { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ * وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ } أي : عقوبتها وجزاءها { وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ } أي : لَبُغْضُهُ الشديد لكم ، أعظم من بغض بعضكم لبعض ، وتبرؤ كل من الآخر ولعنه حين تعذبون كما قال تعالى : { يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً } [ العنكبوت : 25 ] أو أعظم من مقتكم أنفسكم وذواتكم ، فقد يمقتون أنفسهم حين تظهر لهم هيآتها المظلمة وصفاتها المؤلمة ، وسواد الوجه الموحش وقبح المنظر المنفّر { إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ } أي : تدعون على ألسنة الرسل عليهم السلام ، إلى الإيمان به سبحانه ، فتكفرون كبراً وعتوّاً .