Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 25-26)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ } أي : بعثنا لهم نظراء من الشياطين اقترنوا بهم { فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } أي : حسّنوا لهم أعمالهم كلها ، الحاضرة والمستقبلة . فالطرفان كناية عن الجميع ، أو ما بين أيديهم من جرائم الدنيا ، وما خلفهم من التكذيب بالمعاد . قال الشهاب : وتفسير أمور الدنيا بما بين أيديهم ، لحضورها عندهم ، كالشيء الذي بين يديك تقلّبه كيف تشاء ، والآخرة بما خلفهم ، لعدم مشاهدتها ، كالشيء الذي خلفك ، أو لكونها ستلحق بهم ، وقد يعكس فيجعل ما بين أيديهم الآخرة لأنها مستقبلة ، وما خلفهم الدنيا لمضيِّها وتركها ، كما مرّ قريباً . وقال القاشانيّ في تفسير الآية : أي : قدرنا لهم أخدانا وأقرانا من شياطين الإنس أو الجن ، من الوهم والتخيل ، لتباعدهم من الملأ الأعلى ، ومخالفتهم بالذات للنفوس القدسية والأنوار الملكوتية ، بانغماسهم في المواد الهيولانية . واحتجابهم بالصفات النفسانية ، وانجذابهم إلى الأهواء البدنية والشهوات الطبيعية . فناسبوا النفوس الأرضية الخبيثة والكدرة المظلمة . وخالفوا الجواهر القدسية . فجعلت الشياطين أقرانهم وحجبوا عن نور الملكوت { فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي : ما بحضرتهم من اللذات البهيمية والسبعية ، والشهوات الطبيعية { وَمَا خَلْفَهُمْ } أي : من الآمال والأماني التي لا يدركونها { وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } أي : في القضاء الإلهيّ . بالشقاء الأبديّ . { فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ } من المكذّبين بأنبيائهم الضالين المضلين { مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ * وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي : ستروا زينة أدلة القرآن عن أتباعهم ، الذين زينوا لهم شبهاتهم الواهية { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ } أي : إذا قرأه ، ولا تصغوا له ، كيلا يؤثر عليكم وعظه { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } أي : ائتوا باللغو عند قراءته ، ليختلط . فلا يمكنه القراءة . والمراد باللغو ما لا أصل له ، أو ما لا معنى له { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } أي : تصدّون من أراد استماعه ، عن استماعه ، فلا يسمعه . وإذا لم يسمعه ، ولم يفهمه ، لم يتبعه . فتغلبون بكيدكم هذا حججه ، التي يغلب بها عقولكم .