Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 42-42)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } أي : لا يتطرق إليه البطلان من جهة من الجهات . قال القاشانيّ : لا من جهة الحق فيبطله بما هو أبلغ منه وأشد إحكاما في كونه حقا وصدقا . ولا من جهة الخلق فيبطلونه بالإلحاد في تأويله , ويغيّرونه بالتحريف لكونه ثابتا في اللوح محفوظا من جهة الحق , كما قال : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ الحجر : 9 ] وفيه تمثيل لتشبيهه بشخص حمي من جميع جهاته . فلا يُمكِن أعداءه الوصول إليه لأنه في حصن حصين من حماية الحق المبين . هذا على أن ما بين يديه وما خلفه , كناية عن جميع الجهات . كالصباح والمساء كناية عن الزمان كله . أو المعنى : لا يتطرق إليه باطل في كل ما أخبر عنه من الأخبار الماضية والآتية . والماضية ما بين يديه , والآتية ما خلفه . أو العكس كما مرّ { تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } قال ابن جرير : أي هو تنزيل من عند ذي حكمة , بتدبير عباده وصرفهم فيما فيه مصالحهم , محمود على نعمه عليهم بأياديه عندهم .