Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 15-15)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ } أي : فلأجل ما ذكر من التفرق والشك المريب ، فادع الناس كافة إلى إقامة الدين لمقاومة الباطل ودحره ، وهتك وساوسه { وَٱسْتَقِمْ } أي : على الدعوة إليه والصدع به { كَمَآ أُمِرْتَ } أي : أوحي إليك { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ } أي : أيّ كتاب كان ، لا كالذين آمنوا ببعض وكفروا ببعض . وفيه تحقيق للحق ، وبيان لاتفاق الكتب في الأصول ، وتأليف لقلوب أهل الكتابين ، وتعريض بهم . أفاده أبو السعود . { وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } أي : لأسوّي بينكم في دعوة واحدة كما قال تعالى : { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً } [ آل عمران : 64 ] . ثم أشار إلى أن ما وراء الأمر المذكور والتبليغ به من الحساب ، فهو إليه تعالى . فقال : { ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } أي : لا خصومة ولا محاجة بعد هذا ؛ لأن الحق قد ظهر ، ولم يبق للمحاجة حاجة ، ولا للمخالفة محل سوى المكابرة . والحجة في الأصل مصدر بمعنى الاحتجاج . كما ذكره الراغب . وتكون بمعنى الدليل . والمراد هو الأول دون الثاني . وهو ظاهر { ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا } أي : يوم القيامة ، فيقضي بالحق فيما اختلفنا فيه { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } أي : المعاد والمرجع للجزاء . تنبيهان الأول : تفسير العدل بما ذكرناه ؛ لأنه الذي يقتضيه سياق الكلام لا سيما والسورة مكية ، ولم يكن مظهره صلوات الله عليه بها فصل الخصومات والقضاء في الحكومات . نعم من ذهب إلى ذلك فإنما وقف مع عمومها . ومنه قول قتادة : أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم أن يعدل حتى مات . والعدل ميزان الله في الأرض ، به يأخذ للمظلوم من الظالم ، وللضعيف من الشديد ، وبالعدل يصدق الله الصادق ويكذب الكاذب ، وبالعدل يرد المعتدي ويوبخه . الثاني : قال ابن كثير : اشتملت هذه الآية الكريمة على عشر كلمات مستقلات . كل منها منفصلة عن التي قبلها . حكم برأسها . قالوا : ولا نظير لها سوى آية الكرسي . فإنها أيضاً عشرة فصول كهذه . انتهى .