Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 39-39)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ } أي : بالعدالة . احترازاً عن الذلة والانظلام ، لكونهم في مقام الاستقامة ، قائمين بالحق والعدل الذي ظلّه في نفوسهم . قال القاشانيّ . وقال ابن جرير : اختلف أهل التأويل في الباغي الذي حمد تعالى ذكرَه ، المنتصر منه بعد بغيه عليه . فقال بعضهم : هو المشرك إذا بغى على المسلم . وقال آخرون : بل هو كل باغٍ بغى فحمد المنتصر منه . وإليه ذهب السّدّيّ حيث قال : ينتصرون ممن بغى عليهم من غير أن يعتدوا . قال ابن جرير : وهذا القول الثاني أولى من ذلك بالصواب ؛ لأن الله لم يخصص من ذلك معنى دون معنى . بل حمد كل منتصر بحقٍّ ممن بغى عليه . فإن قال قائل : وما في الانتصار من المدح ؟ قيل : إن في إقامة الظالم على سبيل الحق ، وعقوبته بما هو له أهل ، تقويماً له . وفي ذلك أعظم المدح . انتهى . وكذا قال الزمخشريّ . فإن قلت : أهم محمودون على الانتصار ؟ قلت : نعم ؛ لأن من أخذ حقه غير متعد حد الله وما أمر به فلم يسرف في القتل ، إن كان وليّ دم ، أو ردّ على سفيه محاماة على عرضه وردعاً له ، فهو مطيع ، وكل مطيع محمود . قال النخعيّ : كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فيجترىء عليهم الفسّاق . ثم أشار تعالى إلى أن الانتصار يجب أن يكون مقيداً بالمثل ، بقوله : { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ … } .