Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 15-15)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا } أي : جعل هؤلاء المشركون لله من خلقه نصيباً ، وذلك قولهم للملائكة : ( هم بنات الله ) قال القاشانيّ : أي : اعترفوا بأنه خالق السماوات والأرض ومبدعهما وفاطرهما . وقد جسموه وجزؤوه بإثبات الولد له ، الذي هو بعض من الوالد ، مماثل له في النوع ، لكونهم ظاهريين جسمانيين ، لا يتجاوزون عن رتبة الحس والخيال ، ولا يتجردون عن ملابس الجسمانيات ، فيدركون الحقائق المجردة والذوات المقدسة ، فضلاً عن ذات الله تعالى . فكل ما تصوروا وتخيلوا ، كان شيئاً جسمانياً ؛ ولهذا كذبوا الأنبياء في إثبات الآخرة والبعث والنشور ، وكل ما يتعلق بالمعاد . إذ لا يتعدى إدراكهم الحياة الدنيا ، وعقولهم المحجوبة عن نور الهداية ، أمورَ المعاش . فلا مناسبة أصلاً بين ذواتهم وذوات الأنبياء ، إلا في ظاهر البشرية . فلا حاجة إلى ما وراءها . انتهى . { إِنَّ ٱلإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ } أي : لجحودٌ نعمَ ربه ، التي أنعمها عليه ، يبين كفرانه لمن تدبر حاله .