Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 47-47)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَمَّا جَآءَهُم بِآيَاتِنَآ إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ } فلما أتاهم بالحجج على التوحيد والبراءة من الشرك ، إذ فرعون وقومه يضحكون . أي : كما أن قومك ، مما جئتهم به من الآيات والعِبَر ، يسخرون . وهذا تسلية من الله عز وجل لنبيّه صلى الله عليه وسلم ، عما كان يلقى من مشركي قومه ، وإعلام منه له أن قومه من أهل الشرك ، لن يعدوا أن يكونوا كسائر الأمم الذين كانوا على منهاجهم في الكفر بالله وتكذيب رسله ، وندب منه نبيّه صلى الله عليه وسلم إلى الاستنان بهم ، بالصبر عليهم ، بسنن أولي العزم من الرسل . وإخبار منه له أن عقبى مَرَدَتهم إلى البوار والهلاك . كسنته في المتمردين عليهم قبله ، وإظفاره بهم ، وإعلائه أمره . كالذي فعل بموسى عليه السلام وقومه الذين آمنوا به . من إظهارهم على فرعون وملئه . أفاده ابن جرير . ثم أشار إلى أن موجب الهزء لم يكن إلا لعنادٍ ، لا لقصورها ، بقوله : { وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِٱلْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ … } .