Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 1-3)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ حـمۤ * وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ * إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ } يعني : ليلة القدر التي قدر فيها سبحانه إنزال ذكره الحكيم . وكانت في رمضان . كما قال سبحانه : { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ } [ البقرة : 185 ] قال ابن كثير : من قال : إنها ليلة النصف من شعبان ، فقد أبعد النجعة . فإن نص القرآن أنها في رمضان . وما روي من الآثار في فضلها ، فمثله لا تعارض به النصوص . هذا على فرض صحتها . وإلا فهي ما بين مرسل وضعيف . والبركة اليمن . ولا ريب أنها كانت أبرك ليلة وأيمنها على العالمين ، بتنزيل ما فيه الحكمة والهدى ، والنجاة من الضلال والردى . قال القاشانيّ : ووصفها بالمباركة ، لظهور الرحمة والبركة ، والهداية والعدالة في العالم بسببها . وازدياد رتبته صلى الله عليه و سلّم وكماله بها . كما سماها ( ليلة القدر ) لأن قدره وكماله إنما ظهر بها . { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } أي من خالف مقتضى الحكمة وقوة الدلائل ، واختار المذامّ وتذلل للهوى ولم يكتف بهداية الله ، ولم يقت روحه بقوت معارفه ، وذلك لتقوم حجة الله على عباده .