Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 56-59)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ } قال ابن جرير : أي : لا يذوق هؤلاء المتقون في الجنة ، الموت بعد الموتة الأولى ، التي ذاقوها في الدنيا . وكان بعض أهل العربية يوجه : { إِلاَّ } هنا بمعنى سوى ؛ أي : سوى الموتة الأولى . انتهى . يعني أن الاستثناء منقطع ، أي : لكن الموتة الأولى قد ذاقوها في الدنيا : { وَوَقَاهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ * فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ * فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } أي : سهلناه حيث أنزلناه بلغتك ، وهو فذلكة للسورة : { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي : يتعظون بعبره وعظاته وحججه ، فينيبوا إلى طاعة ربهم ويذعنوا للحق : { فَٱرْتَقِبْ } أي : ما يحل بهم من زهوق باطلهم : { إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ } أي : منتظرون عند أنفسهم غلبتك ، أو هو قولهم : { نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } [ الطور : 30 ] وهذا وعد له صلى الله عليه وسلم بالنصرة والفتح عليهم , وتسلية ووعيد لهم . وقد أنجز الله وعده ، كما قال سبحانه : { كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيۤ } [ المجادلة : 21 ] ، وقوله تعالى : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } [ غافر : 51 ] .