Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 26-26)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ } أي : مكنّا عاداً ، وآتيناهم من كثرة الأموال ، وقوة الأجسام ، فيما لم نمكنكم فيه من الدنيا ، على أنَّ { إِن } نافية ، أُوثرت على ( ما ) لئلا توجب شبه التكرير الثقيل . وقيل : { إِن } شرطية محذوفة الجواب . والتقدير : ولقد مكناهم في الذي ، أو في شيء ، إن مكناكم فيه كان بغيكم أكثر . وقيل : هي صلة كما في قوله : @ يرجّي المرءُ ما إنْ لا يَرَاهُ ويَعْرِضُ دون أَدْنَاْهُ الخطوبُ @@ قال الزمخشريّ : والوجه هو الأول . ولقد جاء عليه في غير آية في القرآن { هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً } [ مريم : 74 ] ، { كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً } [ غافر : 82 ] وهو أبلغ في التوبيخ ، وأدخل في الحث على الاعتبار . قال الناصر : واختص بهذه الطائفة قوله تعالى : { وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } [ فصلت : 15 ] ، وقوله : { مَّكَّنَّٰهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ } [ الأنعام : 6 ] أي : والأصل توافق المعاني في الآي الواردة في نبأ واحد . على ما فيه أيضاً من سلامة الحذف ، والزيادة . { وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً } قال الطبريّ : أي : جعلنا لهم سمعاً يسمعون به مواعظ ربهم ، وأبصاراً يبصرون بها حجج الله ، وأفئدة يعقلون بها ما يضرهم وينفعهم ، { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ } أي : لأنهم لم يستعملوها فيما خلقت له ، بل في خلافه { إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي : من العذاب . قال الطبري : وهذا وعيد من الله عز وجل ثناؤه ، لقريش . يقول لهم : فاحذروا أن يحل بكم من العذاب على كفركم بالله ، وتكذيبكم رسله ، ما حلَّ بعاد ، وبادروا بالتوبة قبل النقمة . لطيفة قال الشهاب : أفرد السمع في النظم ، وجمع غيره ، لاتحاد المدرك به ، وهو الأصوات ، وتعددت مدركات غيره ، ولأنه في الأصل مصدر ، وأيضاً مسموعهم من الرسل متحد .