Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 2-2)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي : الطاعات فيما بينهم وبين ربهم . وقوله : { وَآمَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ } أي : بما أنزل الله به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم . وإنما خصه بالذكر ، مع دخوله فيما قبله ، تعظيماً لشأنه وتعليماً ؛ لأنه لا يصح الإيمان ولا يتم إلا به ؛ إذ يفيد بعطفه أنه أعظم أركانه ، لإفراده بالذكر . وقد تأكد ذلك بالجملة الاعتراضية التي هي قوله : { وَهُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ } أي : الثابت بالواقع ، ونفس الأمر . { كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } أي : ستر بإيمانهم وعملهم الصالح ، ما كان منهم من الكفر والمعاصي ، لرجوعهم عنها وتوبتهم { وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } أي : حالهم وشأنهم ، وعملهم في الدنيا بالتأييد والتوفيق . قال الشهاب : ( البال ) يكون بمعنى الحال والشأن ، وقد يخص بالشأن العظيم ، كقوله صلى الله عليه وسلم : " كل أمر ذي بال " ويكون بمعنى الخاطر القلبيّ ، ويتجوز به عن القلب ، ولو فسر به هنا كان حسناً أيضاً . وقد فسره السفاقسيّ بالفكر ؛ لأنه إذا صلح قلبه وفكره ، صلحت عقيدته وأعماله . وقال ابن جرير : البال كالمصدر ، مثل الشأن ، لا يعرف منه فعل ، ولا تكاد العرب تجمعه إلا في ضرورة شعر ، فإذا جمعوه قالوا : ( بالات ) .