Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 36-36)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } أي : فلا تدعكم الرغبة في الحياة إلى ترك الجهاد { وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ } أي : ثواب إيمانكم وتقواكم { وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ } أي : لأنه غني عنكم ، وإنما يريد منكم التوحيد ، ونبذ الأوثان ، والطاعة لما أمر به ، ونهى عنه . قال بعض المفسرين : أي : لا يسألكم جميع أموالكم ، بل يقتصر منكم على جزء يسير ، كربع العشر وعشره . إشارة إلى إفادة الجمع المضاف للعموم ، وهو معطوف على الجزاء . والمعنى : إن تؤمنوا لا يسألكم الجميع ، أي : لا يأخذه منكم ، كما يأخذ من الكفار جميع أموالهم . ولا يخفى حسن مقابلته لقوله : { يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ } أي : يعطكم كل الأجور ، ويسألكم بعض المال - هذا ما قاله الشهاب . والظاهر أن المراد بيان غناه تعالى عن عباده ، وأن طلب إنفاق الأموال منهم ، لعود نفعه إليهم لا إليه ، لاستغنائه المطلق ، فإن في الصدقات دفع أحقاد صدور الفقراء عنهم ، وفي بذله للجهاد دفع غائلة الشرور والفساد ، وكله مما يعود ثمرته عليهم . ثم أشار تعالى إلى حكمته ، ورحمته في عدم سؤاله إنفاق أموالهم كلها ، بقوله : { إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ … } .