Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 15-15)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَيَقُولُ ٱلْمُخَلَّفُونَ } أي : بعذر الاشتغال بأموالهم وأهليهم بعد طلبهم الاستغفار لهم { إِذَا ٱنطَلَقْتُمْ } أي : قصدتم السير { إِلَىٰ مَغَانِمَ } أي : أماكنها . قال ابن جرير : وذلك ما كان وعد الله أهل الحديبية من غنائم خيبر { ذَرُونَا } أي : اتركونا في الانطلاق إليها : { نَتَّبِعْكُمْ } أي : نشهد معكم قتال أهلها { يُرِيدُونَ } أي : بعد ظهور كذبهم في الاعتذار ، وطلب الاستغفار { أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ ٱللَّهِ } قال ابن جرير : أي : وعد الله الذي وعد أهل الحديبية ، وذلك أن الله جعل غنائم خيبر لهم ، ووعدهم ذلك عوضاً من غنائم أهل مكة ، إذا انصرفوا عنها على صلح ، ولم يصيبوا منهم شيئاً . وقال آخرون : بل عنى بقوله : { يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ ٱللَّهِ } إرادتهم الخروج مع نبيّ الله صلى الله عليه وسلم في غزوة . وقد قال الله تبارك وتعالى في سورة التوبة : { فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً } [ التوبة : 83 ] والأكثرون على الأول . وذلك أن النبيّ صلى الله عليه وسلم رجع من الحديبية في ذي الحجة من سنة ست ، وأقام بالمدينة بقيتها وأوائل المحرم ، ثم غزا خيبر بمن شهد الحديبية ، ففتحها وغنم أموالاً كثيرة ، فخصها بهم . قال الشراح : وكان ذلك بوحي . ثم كانت غزوة تبوك بعد فتح خيبر ، وبعد فتح مكة أيضاً . وفي منصرفه من تبوك نزل قوله تعالى : { فَٱسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ … } [ التوبة : 83 ] الآية . فكيف يحمل على ما كان في غزوة الحديبية ، وقد نزل بعدها بكثير ؟ والله أعلم . { قُل لَّن تَتَّبِعُونَا } أي : إلى خيبر إذا أردنا السير إليها . وهو نفي في معنى النهي . قال الشهاب : فالخبر مجاز عن النهي الإنشائيّ ، وهو أبلغ . { كَذَٰلِكُمْ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبْلُ } قال ابن جرير : أي : من قبل مرجعنا إليكم . إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية معنا ، ولستم ممن شهدها ، فليس لكم أن تتبعونا إلى خيبر ؛ لأن غنيمتها لغيركم { فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا } أي : أن نصيب معكم مغنماً إن نحن شهدنا معكم ، فلذلك تمنعوننا من الخروج معكم . قال الشهاب : وهو إضراب عن كونه بحكم الله . أي : بل إنما ذلك من عند أنفسكم حسداً . { بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ } أي : عن الله تعالى ما لهم وما عليهم من أمر الدين { إِلاَّ قَلِيلاً } أي : فهماً قليلاً ، وهو ما كان في أمور الدنيا ، كقوله تعالى : { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } [ الروم : 7 ] .