Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 24-24)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } أي : قضى بينهم وبينكم المُكَافَّةَ والمحاجزة ، بعد ما خولكم الظفر عليهم والغلبة ، إشارة إلى منة الصلح ونعمته في الحديبية ، وأن ذلك عناية منه تعالى بما حفظ من أنفسهم وأموالهم ، ولطف بهم يومئذ لما ادخر لهم بعده . وقد ذهب بعضهم إلى أنه عنى بهذا الكف ، ما كان يوم الفتح ، ونظر فيه بأن السورة نزلت قبله . وقال ابن إسحاق : حدثني من لا أتهم عن عكرمة مولى ابن عباس ؛ أن قريشاً كانوا بعثوا أربعين رجلاً منهم أو خمسين ، وأمروهم أن يطوفوا بعسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصيبوا من أصحابه أخذاً ، فأخذوا أخذاً . فأتى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعفا عنهم ، وخلى سبيلهم . وقد كانوا رموا في عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجارة والنبل . قال ابن إسحاق : ففي ذلك قال : { وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ … } الآية . وروى ابن جرير عن مجاهد قال : أقبل معتمراً نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم . فأخذ أصحابه ناساً من أهل الحرم غافلين ، فأرسلهم النبيّ صلى الله عليه وسلم . فذلك الإظفار ببطن مكة . قال قتادة : بطن مكة ، الحديبية . { وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً } أي : فيجازيكم عليه .