Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 16-16)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ } أي : لهؤلاء الأعراب القائلين بأفواههم { آمَنَّا } . { أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمْ } أي : أتخبرونه بقولكم { آمَنَّا } ، بطاعتكم إياه لتكونوا مع المؤمنين عنده ، ولا تبالون بعلمه بما أنتم عليه ، من التعليم ، بمعنى الإعلام والإخبار ، فلذا تعدى للثاني بالباء . وقيل : تعدى بها لتضمين معنى الإحاطة أو الشعور . وفيه تجهيل لهم وتوبيخ . أي : لأن قولهم : { آمَنَّا } إن كان إخباراً للخلق فلا دليل على صدقه ، وإن كان للحق تعالى فلا معنى له ؛ لأنهم كيف يعلمونه ، وهو العالم بكل شيء ، كما قال : { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } قال ابن جرير : هذا ما تقدم من الله إلى هؤلاء الأعراب بالنهي عن أن يكذبوا ويقولوا غير الذي هم عليه من دينهم . يقول : الله محيط بكل شيء عالم به ، فاحذروا أن تقولوا خلاف ما يعلم من ضمائركم ، فينالكم عقوبته ، فإنه لا يخفى عليه شيء . ثم أشار إلى نوع آخر من جفائهم ، مختوماً بتوعدهم ، بقوله تعالى : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ … } .