Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 113-113)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا } أي : آمنا . لكنا نريد الأكل منها من غير مشقة تشغلنا عن عبادة الله تعالى : { وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا } أي : فلا تعتريها شبهة لا يؤمَن من ورودها ، لولا مثل هذه الآية . فإن انضمام علم المشاهد إلى العلم الاستدلاليّ مما يوجب قوة اليقين { وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا } أي : في دعوى النبوة ، وفيما تعدنا من نعيم الجنة ، مع أنها سماوية { وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } أي : فنشهد عليها عند الذين لم يحضروها من بني إسرائيل ، ليزداد المؤمنون منهم بشهادتنا طمأنينة ويقينا . ويؤمن بسببها كفارهم . أو من الشاهدين للعين دون السامعين للخبر . ثم لما رأى أن لهم غرضاً صحيحاً في ذلك ، وأنهم لا يقلعون عنه ، أزمع على استدعائها واستنزالها . روى ابن أبي حاتم ؛ أنه توضأ واغتسل ودخل مصلاه ، فصلّى ما شاء الله ، فلما قضى صلاته قام مستقبل القبلة ، وصفّ قدميه ، ووضع يده اليمنى على اليسرى فوق صدره ، وغض بصره وطأطأ برأسه ، خشوعاً . ثم أرسل عينيه بالبكاء . فما زالت دموعه تسيل على خديه ، وتقطر من أطراف لحيته ، حتى ابتلت الأرض حيال وجهه ، من خشوعه . فعند ذلك دعا الله تعالى فقال : اللهم ! ربنا كما قال تعالى : { قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ … } .