Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 49-49)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } أي : ذكراً وأنثى ، أو نوعين متقابلين . قال ابن كثير : جميع المخلوقات أزواج : سماء وأرض ، وليل ونهار ، شمس وقمر ، وبر وبحر ، وضياء وظلام ، وإيمان وكفر ، وحياة وموت ، وشقاء وسعادة ، وجنة ونار . حتى الحيوانات والنباتات . انتهى . وهو مأخوذ من كلام ابن جرير في تأييد تفسير مجاهد ، وعبارة ابن جرير : وأولى القولين في ذلك قول مجاهد : وهو أن الله تبارك وتعالى خلق لكل ما خلق من خلقه ثانياً له مخالفاً في معناه ، فكل واحد منهما زوج للآخر ، ولذلك قيل : { خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } وإنما نبَّه جلّ ثناؤه بذلك من قوله : " خَلْقِهِ " على قدرته على خلق ما يشاء ، وأنه ليس كالأشياء التي شأنها فعل نوع واحد دون خلافه ، إذ كل ما صفته فعل نوع واحد دون ما عداه ، كالنار التي شأنها التسخين ولا تصلح للتبريد ، وكالثلج الذي شأنه التبريد ولا يصلح للتسخين ، فلا يجوز أن يوصف بالكمال ، وإنما كمال المدح للقادر على فعل كل ما شاء فعلَه من الأشياء المختلفة والمتفقة . انتهى . { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } قال ابن جرير : أي : لِتَذَكَّروا وتعتبروا بذلك ، فتعلموا أيها المشركون بالله ، أن ربكم الذي يستوجب عليكم العبادة ، هو الذي يقدر على خلق الشيء وخلافه ، وابتداع زوجين من كل شيء ، لا ما لا يقدر على ذلك .