Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 7-9)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } أي : الطرق المختلفة التي هي دوائر سير الكواكب . و { ٱلْحُبُكِ } أصل معناها ما يرى كالطريق في الرمل والماء ، إذا ضربته الريح ، وكذلك حبك الشَّعر : آثار تثنّيه وتكسّره . و { ٱلْحُبُكِ } بضمتين جمع حِباك ، كمثال ومثل وكتاب وكتب ، أو حبيكة كطريقة وطرق . قال زهير يصف غديراً : @ مُكللٌ بأصولِ النَّجْمِ تَنْسِجُهُ ريحٌ خَرِيقٌ لضاحي مَائِه حُبُكُ @@ ويقال : ما أملح حباك هذه الحمامة ! وهو الخط الأسود على جناحها . وعن الحسن : { ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } أي : النجوم . قال : حُبِكَتْ بالْخَلْقِ الحسن ، حُبِكَتْ بالنجوم . وذلك لأنها تزين السماء ، كما يزين الثوب الموشّي تحبيكه ، فشبهت النجوم بطرائق الوشي مجازاً بالاستعارة . وقال بعض علماء الفلك : الحبك : جمع حبيكة ، بمعنى محبوكة ، أي : مربوطة . فمعنى : { ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } ذات المجاميع من الكواكب المربوط بعضها ببعض بحبال من الجاذبية ، فإن كل حبيكة مجموعة من الكواكب المتجاذبة . فالآية الشريفة نصٌّ على تعدد المجاميع وعلى الجاذبية التي يزعم الإفرنج أنهم مكتشفوها . وعليه ، فهي إحدى معجزات القرآن العلمية . انتهى . { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } أي : متخالف متناقض . قال ابن زيد : يتخرصون يقولون : هذا سحر ويقولون : { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [ الأنعام : 25 ] ، { يُؤْفَكُ } أي : يصرف { عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } أي : صرف عن الحق الصريح الصرف التام ؛ إذ لا صرف أشد منه . وقد ذكر القاضي في مناسبة المقسم به للمقسم عليه ، هو تشبيه أقوالهم في اختلافها ، وتنافي أغراضها بالطرائق للسماوات في تباعدها ، واختلاف غاياتها . ثم أشار إلى أنهم لم يؤفكوا لاتباعهم الدلائل ، بل لأخذهم بالخرص والتخمين ، بقوله تعالى : { قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِي … } .