Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 35-43)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ } قال ابْن جَرِير : أي : أخلق هؤلاء المشركون من غير آباء ولا أمهات ، فهم كالجماد لا يعقلون ، ولا يفهمون لله حجة ، ولا يعتبرون له بعبرة ، ولا يتعظون بموعظة . وقد قيل : إن معنى ذلك : أم خلقوا لغير شيء ، كقول القائل : فعلت كذا وكذا من غير شيء ، بمعنى : لغير شيء { أَمْ هُمُ ٱلْخَالِقُونَ } أي : أنفسهم ، أو هذا الخلق ، فهم لذلك لا يأتمرون لأمر الله ، ولا ينتهون عما نهاهم عنه ؛ لأن للخالق الأمر والنهي { أَمْ خَلَقُواْ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ } أي : بوعيد الله ، وما أعدّ لأهل الكفر به من العذاب في الآخرة ؛ فلذلك فعلوا ما فعلوا . { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ } أي : خزائن رزقه ، فهم لاستغنائهم معرضون { أَمْ هُمُ ٱلْمُصَيْطِرُونَ } أي : الجبابرة المتسلطون . { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ } أي : مرتقى إلى السماء { يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } أي : الوحي ، فيدعون أنهم سمعوا هنالك من الله أن الذي هم عليه حق . { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي : بحجة واضحة تصدق دعواه { أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ } أي : حيث جعلوا ، لسفاهة رأيهم ، الملائكةَ إناثاً ، وأنها بناته تعالى ، مع أنه { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } [ النحل : 58 ] { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً } أي : أجرة على إبلاغك إياهم رسالة الله تعالى ، { فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ } أي : من التزام غرامة { مُّثْقَلُونَ } أي : من أدائه ، حتى زهّدهم ذلك في اتباعك { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } أي : منه ما شاؤوا ، وينبئون الناس عنه بما أرادوا { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً } أي : بالرسول وما جاء به ، { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ } أي : الممكور بهم دونك ، فثق بالله ، وامض لِما أمرك به { أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } أي : له العبادة على جميع خلقه { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي : تنزيهاً له عن شركهم ، وعبادتهم معه غيره .