Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 4-5)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ ٱلأَنبَآءِ } أي : عن القرون الخالية ، والحقائق الكونية ، مما يستحيل أن يأتي به أميّ غيره صلوات الله عليه { مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } أي : مرتدع عما هم مقيمون عليه من التكذيب والغفلة واللهو { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } أي : بلغت غايتها من الإحكام والتنزه عن الخلل ، ومن الاشتمال على البراهين القاطعة والحجج الساطعة ، وهو بدل من ( ما ) أو خبر محذوف ، أي : هو حكمة بالغة { فَمَا تُغْنِ ٱلنُّذُرُ } جمع نذير . و ( ما ) نافية ، أو استفهامية ، أي : أيّ غناء تغني عن قوم آثروا الضلالة على الهدى ، فأعرضوا عنه ، وكذبوا به . وجوز أن تكون { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } جملة مستأنفة للتعجب من حالهم ، مع ما جاءهم مما يقود إلى الإيمان بادئ بدء . وهو ما يفهم من تأويل ابن كثير ، وعبارته : { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ } أي : في هدايته تعالى لمن هداه ، وإضلاله لمن أضله { فَمَا تُغْنِ ٱلنُّذُرُ } يعني أي : شيء تغني النذر عمن كتب الله عليه الشقاوة ، وختم على قلبه ، فمن ذا الذي يهديه من بعد الله ؟ و هذه الآية كقوله تعالى : { وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } [ النحل : 9 ] وكذا قوله تعالى : { وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } [ يونس : 101 ] .