Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 1-1)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِيۤ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمآ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } روى الإمام أحمد عن عائشة قالت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات . لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه ، وأنا في ناحية البيت ، ما أسمع ما تقول ! فأنزل الله عز وجل { قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ … } إلى آخر الآية . ورواه البخاريّ معلقاً . وفي رواية لابن أبي حاتم عن عائشة أنها قالت : تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء . إني أسمع كلام خولة بنت ثعلبة ، ويخفى عليّ بعضه ، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي تقول : يا رسول الله ، أكل شبابي ، ونثرت له بطني ، حتى إذا كبرت سنّي ، وانقطع ولدي ، ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك . قالت : فما برحت ، حتى نزل جبريل بهذه الآية { قَدْ سَمِعَ … } إلخ . قال ابن كثير : ويقال فيها : خولة بنت مالك بن ثعلبة ، وقد تصغر فيقال ( خويلة ) ، ولا منافاة بين هذه الأقوال ، فالأمر فيها قريب . وفي ( العناية ) : المراد من قوله : { قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ } إلخ قَبِل قولَها وأجابه . كما في : سمع الله لمن حمده ، مجازاً بعلاقة السببية أو كناية . انتهى . وقوله : { وَتَشْتَكِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } أي : تشتكي المجادِلة ما لديها من الهم ، بظهار زوجها منها ، إلى الله ، وتسأله الفرج . ومعنى { تَحَاوُرَكُمآ } ترجيعكما الكلام في هذه النازلة . وذلك أن الظهار كان طلاق الرجل امرأته في الجاهلية ، فإذا تكلم به لم يرجع إلى امرأته أبداً . وقد طمعت المشتكية أن يكون غير قاطع علقة النكاح ، والنبيّ صلى الله عليه وسلم لم يبت لها فيه الأمر ، حتى ينزل الوحي الذي يردّ التنازع إليه . ثم أنزل تعالى فيه قوله : { ٱلَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُمْ مِّن نِّسَآئِهِمْ مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ … } .