Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 15-15)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَمَثَلِ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : مثل هؤلاء اليهود من بني النضير ، فيما نزل بهم من العقوبة ، كمثل من نالهم جزاء بغيهم من قبلهم ، وهم كفار قريش في وقعة بدر ، أو بنو قينقاع . قال ابن كثير : والثاني أشبه بالصواب ، فإن يهود بني قينقاع كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجلاهم قبل هذا . انتهى . قال قتادة : إن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحاربوا فيما بين بدر وأُحُد . وكان من أمرهم أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع ، وجلست إلى صائغ بها ، فجعلوا يريدونها عن كشف وجهها ، فأبت . فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها ، فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوأتها ، فضحكوا بها ، فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ، وكان يهودياً ، فشدت اليهود على المسلم فقتلوه ، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ، فغضب المسلمون ، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه ، فأمرهم أن يخرجوا من المدينة ، ولا يجاوروه بها ، فخرجوا إلى الشام - والتفصيل في السير . وقال ابن جرير : وأولى الأقوال بالصواب أن يقال : إن الله عز وجل مثل هؤلاء الكفار من أهل الكتاب ، مما هو مذيقهم من نكاله ، بالذين من قبلهم من مكذبي رسوله صلى الله عليه وسلم ، الذين أهلكهم بسخطه . وأمر بني قينقاع ، ووقعة بدر ، كانا قبل جلاء بني النضير . وكل أولئك قد ذاقوا وبال أمره ، ولم يخصص الله عز وجل منهم بعضاً في تمثيل هؤلاء بهم دون بعض . وكل ذائق وبال أمره ، فمن قربت مدته منهم قبلهم ، فهم ممثلون بهم فيها عنوا به من المثل . انتهى .