Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 7-7)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } أي : من أموال محاربيها ، وهو بيان للأول ، ولذا لم يعطف عليه ، { فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ } أي : الفيء الذي حقه أن يكون لمن ذكر { دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ } أي : يتداولونه وحدهم دون من هم أحق به . أو دولة جاهلية ، إذ كان من عوائدهم استئثار الرؤساء والأغنياء بالغنائم دون الفقراء { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ } أي : من قسمة غنيمة أو فيء { فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ } أي : عن أخذه منها { فَٱنتَهُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } أي : لمن خالفه إلى ما نهى عنه . تنبيهات الأول : قال السيوطيّ في ( الإكليل ) : استدل بالآية على أن ( الفيء ) ما أخذ من الكفار بلا قتال ، وإيجاف خيل وركاب ، ومنه ما جلوا عنه خوفاً . و ( الغنيمة ) ما أخذ منهم بقتال ، كما تقدم في قوله : { وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ … } [ الأنفال : 41 ] الآية ، خلافا لمن زعم أنهما بمعنى واحد ، أو فرق بينهما بغير ذلك . انتهى . وكأن الذي زعم أنهما بمعنى واحد رأى أن مجمل هذه الآية بيَّنه آية الأنفال ، حتى زعم قتادة أن هذه منسوخة بتلك . قال - فيما رواه عنه ابن جرير - : كان الفيء في هؤلاء ثم نسخ ذلك في سورة الأنفال فقال : { وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ … } [ الأنفال : 41 ] وجعل الخمس لمن كان له الفيء في سورة الحشر . وكانت الغنيمة تقسم خمسة أخماس . فأربعة أخماس لمن قاتل عليها ، ويقسم الخمس الثاني على خمسة أخماس : فخمس لله وللرسول ، وخمس لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ، وخمس لليتامى ، وخمس للمساكين ، وخمس لابن السبيل . والمسألة مبسوطة في مطولات الفروع . الثاني : قال الزمخشري : الأجود أن يكون قوله تعالى : { وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ } الآية - عاماً في كل ما آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عنه . وأمر الفيء داخل في عمومه . وفي ( الإكليل ) : فيه وجوب امتثال أوامره ونواهيه صلى الله عليه وسلم . قال العلماء : وكل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ، يصح أن يقال إنه في القرآن ، أخذاً من هذه الآية . انتهى . وهذا الأخير من غلوّ الأثريين ، والإغراق في الاستنباط . ثم بين تعالى من أصناف من تقدم ، الأحق بالعناية والرعاية ، بقوله : { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ … } .