Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 125-125)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ } أي : للتوحيد { يَشْرَحْ } أي : يوسع { صَدْرَهُ لِلإِسْلَٰمِ } بتصقيله بنور الهداية ، فيقبل نور الحق ، كما قال تعالى : { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } [ الحجرات : 7 ] . روى عبد الرزاق أن النبيّ صلى الله عليه وسلم سئل عن هذه الآية : " كيف يشرح صدره ؟ قال : " نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح " . قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها ؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت " ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم . قال ابن كثير : وللحديث طرق مرسلة ومتصلة يشد بعضها بعضاً . { وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً } أي : شديد الضيق ، فلا يتسع للاعتقادات الصائبة في الله ، والأمور الأخروية . قال أبو البقاء : حرجاً ( بكسر الراء ) صفة لـ ( ضيقاً ) ، أو مفعول ثالث ، كما جاز في المبتدأ أن تخبر عنه بعدة أخبار . أو يكون الجميع في موضع خبر واحد ، كـ ( حلو حامض ) . وعلى كل تقدير ، هو مؤكد للمعنى . ويقرأ بفتح الراء ، على أنه مصدر . أي : ذا حرج . وقيل : هو جمع حَرَجَة ، مثل قصبة وقصب ، والهاء فيه للبالغة . انتهى . وقوله تعالى : { كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِ } أي : يتكلف الصعود في جهة السماء . وطبعه يهبط إلى الأرض ، فشبه ، للمبالغة في ضيق صدره ، بمن يزاول أمراً غير ممكن ؛ لأن صعود السماء مثلٌ فيما يمتنع ويبعد من الاستطاعة ، وتضيق عنه المقدرة . وقيل : معناه كأنما يتصاعد إلى السماء نبوّاً عن الحق ، وتباعداً في الهرب منه . وأصل ( يصّعّد ) يتصعد من ( الصعود ) . { كَذٰلِكَ يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } في الاعتقادات والأخلاق . والرجسُ : ما استقذر من العمل ، وسمي بذلك مبالغة في ذمه .