Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 69-69)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ } أي : وما يلزم المتقين الذين يجالسونهم شيء عما يحاسبون عليه من خوضهم ، { وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ } أي : ولكن أمروا بالإعراض عنهم ، ليكون ذكرى لضعفاء المسلمين ، لئلا يقع شيء من مطاعن المستهزئين في قلوبهم . { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } أي : يبلغ مبلغ التوقي من شبهاتهم ، بالجلوس مع علمائه بدلهم . تنبيهان الأول : ما ذكرناه في معنى الآية ، هو ما قرره المهايميّ رحمه الله تعالى . وقيل : المعنى : ولكن على المتقين أن يذكروهم ذكرى إذا سمعوهم يخوضون ، بالقيام عنهم ، وإظهار الكراهة لهم وموعظتهم ، لعلهم يتقون الخوض حياء أو كراهة لمساءتهم ، فلا يعودون إليه . وجوزوا أن يكون الضمير { ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ } ، أي : يذكرونهم رجاء أن يثبتوا على تقواهم ، أو يزدادوها . انتهى . وما ذكرناه أسدّ وأوجه . وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ، قال في الآية : أي ما عليك أن يخوضوا في آيات الله إذا فعلت ذلك . أي : إذا تجنبتهم ، وأعرضت عنهم . وعليه فالموصل كناية عن النبيّ صلى الله عليه وسلم . التفت به تعظيماً وتكريماً . الثاني : قال السيوطيّ في ( الإكليل ) : قد يستدل بقوله تعالى : { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ … } إلخ على أن من جالس أهل المنكر ، وهو غير راض بفعلهم ، فلا إثم عليه . لكن آية النساء تدل على أنه آثم ، ما لم يفارقهم ؛ لأنه قال : { إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ } [ النساء : 140 ] أي : إن قعدتم فأنتم مثلهم في الإثم ، وهي متأخرة . فيحتمل أن تكون ناسخة لهذه ، كما ذهب إليه قوم منهم السديّ . اهـ . أقول : المنفيّ في الآية هو لحوق شيء من وبال الخائضين ، وإثم كفرهم لمجالسيهم المتقين ، فلا ينافي ذلك لحوق وبال المجالسة على انفرادها ، وهو ما أفادته آية النساء . فالمثلية إذن في مطلق الإثم ، وإن تباين ( ما صدقه ) فيهما ، إذ لا قائل بأن مطلق مجالستهم ردة وكفر . نعم ! لو قيل بأن المثلية محمولة على ما إذا حصل الرضا بشأن مجالستهم ، فلا إشكال إذن . وبالجملة فاستدلال ( الإكليل ) واهٍ ، ولذا عبر بـ ( قد ) ، ودعوى النسخ أوهى . فتأمل .