Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 60, Ayat: 5-5)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغْفِرْ لَنَا رَبَّنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } . قال مجاهد : أي : لا تعذبنا بأيديهم ، ولا بعذاب من عندك فيقولوا لو كان هؤلاء على حق ما أصابهم هذا . وكذا قال قتادة : أي : لا تظهرهم علينا فيفتتنوا بذلك ، يرون أنهم إنما ظهروا علينا لحق هم عليه . انتهى . ومآل هذا الدعاء هو التعوذ من مثل ما صنع حاطب ، مما يورث افتتان المشركين بالدين إذ يكون ذلك مدعاة لقولهم لو كان هؤلاء على حق ، وما يوعدون به من الظفر حق لما صانعنا مؤمنهم ، فإذن ما هم عليه أمانيّ . فيتزلزل من كان في نفسه الانتظام في سلكهم ، والاستسعاد بحقهم . ففي الآية معنى كبير وتأديب عظيم . أي : ربنا لا تجعلنا نهمل من ديننا ما أمرنا به ، أو نتساهل فيما عزم علينا منه ، حتى لا تنحل بذلك قوتنا ، ويتزلزل عمادنا ، ويفتح لعدو الدين الافتتان به ؛ لأن المؤمنين ما داموا متمسكين بآداب الدين ، محافظين عليها قائمين بها حق القيام ، فإن النصر قائدهم والظفر رائدهم . ولذا أصبح المسلمون في القرون الأخيرة بحالهم ، حجة على دينهم أمام عدوهم . ولا مسترد لقولهم ، ومستعاد لمجدهم ، إلا بالرجوع إلى أصل كتابهم ، والعمل بآدابه ، والمحافظة على أحكامه ، ونبذ ما ألصق به مما يحرف كلمته ويجافي حقيقته . وللحكماء في هذا الموضوع مقالات معروفة .