Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 1-2)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ لَهُ ٱلْمُلْكُ } أي : ملك السماوات والأرض ، ونفوذ الأمر فيهما { وَلَهُ ٱلْحَمْدُ } أي : الثناء الجميل ؛ لأنه مولى النعم وموجدها { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } أي : هو الذي انفرد بإيجادكم في أحسن تقويم ، قابل للكمالات العلمية والعملية ، ومع ذلك فمنكم مختار للكفر ، جاحد للحق ، كاسب له على خلاف ما تستدعيه خلقته . ومنكم مختار للإيمان كاسب له حسبما تقتضيه خلقته . وكان الواجب عليكم جميعاً أن تكونوا مختارين للإيمان ، شاكرين لنعمة الخلق والإيجاد ، وما يتفرع عليها من سائر النعم . فما فعلتم ذلك مع تمام تمكنكم منه ، بل تشعبتم شعباً ، وتفرقتم فرقاً . وتقديم الكفر ؛ لأن الأغلب فيما بينهم ، والأنسب بمقام التوبيخ ، أفاده أبو السعود : { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } أي : فيجازيكم به ، فآثروا ما يجديكم ، وجانبوا ما يرديكم .