Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 4-4)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } أي : إلى الحق . وهو ما وجب من مجانبة ما يسخط رسوله . وقد صح عن ابن عباس أنه سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن المتظاهرتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : عائشة وحفصة . وفي خطابهما ، على الالتفات من الغيب إلى الخطاب مبالغة ، فإن المبالغ في العتاب يصير المعاتب مطروداً بعيداً عن ساحة الحضور . ثم إذا اشتد غضبه توجه إليه وعاتبه بما يريد . { وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ } أي : تتظاهرا وتتفقا على ما يسوؤه ، { فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } أي : متظاهرون على من أراد مساءته ، فماذا يفيد تظاهر امرأتين على من هؤلاء ظهراؤه ؟ ولما كانت الملائكة أعظم المخلوقات وأكثرهم ، ختم الظهراء بهم ليكون أفخم في التنويه بالنبي صلوات الله عليه ، وعظم مكانته والانتصار له ، إذ هي هنا بمثابة جيش جرار يملأ القفار ، يتأثر أميره وقائده ؛ ليحمل على عدوه ومناوئه .