Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 1-4)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ نۤ } بالسكون على الوقف : اسم للحرف المعروف ، قصد به التحدي . أو اسم للسورة منصوب بـ ( اذكر ) أو مرفوع خبراً لمحذوف { وَٱلْقَلَمِ } أي : الذي يخط به { وَمَا يَسْطُرُونَ } أي : يكتبون . و { مَآ } مصدرية أو موصولة . وقوله : { مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ } جواب القسم ، قصد به تكذيب المشركين في إفكهم المحدث عنه بآية : { وَقَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } [ الحجر : 6 ] . قال الزجاج : { أَنتَ } هو اسم { مَآ } ، و { بِمَجْنُونٍ } الخبر . وقوله : { بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } كلام وقع في البين . والمعنى : انتفى عنك الجنون بنعمة ربك ، كما يقال : أنت بحمد الله عاقل وأنت بحمد الله فهم . ومعناه : أن تلك الصفة المحمودة إنما حصلت ، والصفة المذمومة أنما زالت ، بواسطة إنعام الله ولطفه وإكرامه . فالباء في { بِنِعْمَةِ } متعلقة بمعنى النفي المدلول عليه بـ { مَآ } والباء في { بِمَجْنُونٍ } زائدة . { وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً } أي : ثواباً على أذى المشركين ، واحتمال هذا الطعن ، والصبر عليه { غَيْرَ مَمْنُونٍ } أي : غير منقوص ولا مقطوع . قال ابن جرير : من قولهم : ( حبل منين ) إذا كان ضعيفاً ، وقد ضعفت منته ، أي : قوته . أو غير ممنون به علي ، زيادة في العناية به صلى الله عليه وسلم ، والتنويه بمقامه . { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } قال ابن جرير : أي : أدب عظيم . وذلك أدب القرآن الذي أدبه الله به ، وهو الإسلام وشرائعه . قالت عائشة : " كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن " أي كما هو في القرآن . قال الرازي : وهذا كالتفسير لقوله : { بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } والدلالة القاطعة على براءته مما رمي به ؛ لأن الأخلاق الحميدة ، والأفعال المرضية ، والفصاحة التامة ، والعقل الكامل ، والبراءة من كل عيب ، والاتصاف بكل مكرمة ، كانت ظاهرة منه . وإذا كانت ظاهرة محسوسة فوجودها ينافي حصول الجنون . فكذب من أضافه إليه وضل ، بل هو الأحرى بأن يرمى بما قذف به .