Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 21-27)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَتَنَادَوْاْ } أي : فنادى بعضهم بعضاً { مُصْبِحِينَ } أي : وقت الصبح ، ولم يشعروا بما جرى عليهم بالليل { أَنِ ٱغْدُواْ } أي : أخرجوا غدوة { عَلَىٰ حَرْثِكُمْ } أي : زرعكم { إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } أي : قاصدين قطع ثمارها ، وقد قطعها البلاء من أصلها { فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } أي : يكتمون ذهابهم ويتسارّون فيما بينهم { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ } أي : فقير . فالجملة مفسرة . أو { أَن } مصدرية . أي : بأن . قال الزمخشري : والنهي عن الدخول للمسكين ، نهي لهم عن تمكينه منه . أي لا تمكنوه من الدخول حتى يدخل . كقولك : لا أَرَينَّكَ ههنا . { وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ } أي : غدوا إلى جنتهم ، على نشاط وسرعة وِجدٍّ من أمرهم ، أو على منع وغضب { قَادِرِينَ } أي : في زعمهم على ما أصروا عليه من الصرام وحرمان المساكين . { فَلَمَّا رَأَوْهَا } أي : فلما صاروا إليها ، ورأوها محترقاً حرثاً { قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } أي : أنكروها وشكّوا فيها . هل هي جنتهم أم لا . فقال بعضهم لأصحابه : ظنا منه أنهم قد أغفلوا طريق جنتهم وأن التي رأوها غيرها : إنا ، أيها القوم ، لضالون طريق جنتنا ! فقال من علم أنها جنتهم ، وأنهم لم يخطئوا الطريق : بل نحن ، أيها القوم ، محرومون ، حرمنا منفعة جنتنا بذهاب حرثها .