Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 13-17)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ } أي : لخراب العالم . قال أبو السعود : هذا شروع في بيان نفس الحاقة ، وكيفية وقوعها ، إثر بيان عظم شأنها بإهلاك مكذبيها . { وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } أي : رفعتا وضربتا ببعضهما من شدة الزلازل . وفي توصيفها بالوحدة تعظيم لها ، وإشعار بأن المؤثر لدك الأرض والجبال وخراب العالم ، هي وحدها ، غير محتاجة إلى أخرى . { فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } أي : نزلت النازلة ، وهي القيامة . { وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ } أي : انصدعت { فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } متمزقة . { وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ } أي : جوانبها وأطرافها حين تشقق . { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ } أي : فوق الملائكة الذين هم على أرجائها { يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } أي : من الملائكة أو من صفوفها . قال ابن كثير : يحتمل أن يكون المراد بهذا العرش ( العرش العظيم ) ، أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة ، لفصل القضاء - والله أعلم - انتهى . ومثله ، من الغيوب التي يؤمن بها ، ولا يجب اكتناهها : وتقدم في سورة الأعراف ، في تفسير { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } [ الأعراف : 54 ] كلام لبعض علماء الفلك على هذه الآية ، فتذكره . وذهب بعض منهم : إلى أن المراد بالعرش : ملكه تعالى للسماوات والأرض ، وبـ ( الثمانية ) السماوات السبع والأرض . وعبارته : { وَيَحْمِلُ } بالجذب { عَرْشَ رَبِّكَ } أي : ملك ربك للأرض والسماوات { فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ } أي : فوق الملائكة الذين هم على أرجائها يوم القيامة ، { ثَمَانِيَةٌ } أي : السماوات السبع والأرض . قال : وهذا يدل على أن ( السبع ) ليس للكثرة ، بل المراد به الحقيقة . فهم ثمانية يحملون العرش ، أي : ملك الأرض والسماوات السبع بالجذب ، كما هو حاصل اليوم ولكن ذلك يكون بشكل عظيم جداً . ثم قال : ولا وجه لمعترض يقول : إن حملة العرش مسبحة ، لقوله تعالى : { ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } [ غافر : 7 ] ، فكيف تسبح السماوات والأرض ؟ لأنه يجاب بقوله تعالى : { تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ } [ الإسراء : 44 ] .