Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 4-8)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِٱلْقَارِعَةِ } أي : بالساعة التي تقرع الناس بأهوالها وهجومها عليهم . قال الزمخشري : ووضعت موضع الضمير لتدل على معنى القرع في الحاقة ، زيادة في وصف شدتها . ولما ذكرها وفخمها ، أتبع ذكر ذلك من كذب بها ، وما حل بهم بسبب التكذيب ، تذكيراً لأهل مكة ، وتخويفاً لهم من عاقبة تكذيبهم . { فَأَمَّا ثَمُودُ } وهم قوم صالح عليه السلام { فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } أي : بالواقعة المجاوزة للحد في الشدة ، أو بطغيانهم . و ( الطاغية ) مصدر كالعافية . { وَأَمَا عَادٌ } وهم قوم هود عليه السلام { فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ } أي : شديدة العصوف والبرد { عَاتِيَةٍ } أي : متجاوزة الحد المعروف في الهبوب والبرودة . { سَخَّرَهَا } أي : سلطها { عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً } أي : متتابعات من ( حسمت الدابة ) ، إذا تابعت بين كيّها . شبه تتابع الريح المستأصلة بتتابع الكي القاطع للداء . أو معناه : نحسات ، حسمت كل خير واستأصلته . أو قاطعات قطعت دابرهم . هذا على أن { حُسُوماً } جمع حاسم ، كشهود وقعود . فإن كان مصدراً فنصبه بمضمر . أي : تحسم حسوماً ، أو بأنه مفعول له . أي : سخرها عليهم للحسوم ، أي : الاستئصال . وقد قيل : إن تلك الأيام هي أيام العجز . والعامة تقول : ( العجوز ) وهي التي تكون في عجز الشتاء ، أي : آخره . { فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ } أي : هلكى ، جمع صريع { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } أي : ساقطة مجتثة من أصولها كآية : { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } [ القمر : 20 ] { فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ } أي : بقاء . أو نفس باقية ، أو بقية .