Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 147-147)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ } أي : القيامة ، وهي الكرَّة الثانية ، سميت ( آخرة ) لتأخرها عن الدنيا { حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } أي : بطلت ، فلم تعقب نفعاً ، والمراد جزاء أعمالهم ؛ لأن الحابط إنما يصح في المنتظر ، دون ما تقضَّى ، وهذا كقوله : { لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ } [ الزلزلة : 6 ] { هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي : إلا جزاء عملهم من الكفر والمعاصي . تنبيه ذهب بعضهم إلى قوله تعالى : { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي … } [ الأعراف : 146 ] إلخ كلام مع قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو متصل بما سبق من قصصهم ، وهو : { أَوَلَمْ يَهْدِ … } [ السجدة : 26 ] إلخ . وإيراد قصة موسى وفرعون للإعتبار . وقال الكعبيّ وأبو مسلم الأصفهانيّ : إن هذا كلام تمام لما وعد الله موسى عليه السلام به من إهلاك أعدائه ، ومعنى صرفهم : إهلاكهم ، فلا يقدرون على منع موسى من تبليغها ، ولا على منع المؤمنين من الإيمان بها ، وهو شبيه بقوله : { بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [ المائدة : 67 ] ، فأراد تعالى أن يمنع أعداء موسى عليه السلام من إيذائه ، ومنعه من القيام بما يلزمه في تبليغ النبوة والرسالة . انتهى . والله أعلم .