Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 167-167)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ } أي : آذن ، ( كتوعد بمعنى أوعد ) . من ( الإيذان ) بمعنى ( الإعلام ) أُجْريَ مجرى فعل القسم ، كعلم الله ، وشهد الله . ولذلك أجيب بما يجاب به القسم ، وهو قوله : { لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ } والمعنى : وإذ حتم ربك وحكم ، ليسلطن على اليهود { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } كالإذلال وضرب الجزية وغير ذلك ، بسبب عصيانهم ومخالفتهم أوامر الله وشرعه ، واحتيالهم على المحارم . وقد بعث الله تعالى ، بعد سليمان عليه السلام ، بختنصر مالك بابل ، فخرب ديارهم ، وقتل مقاتلتهم ، وسبي نساءهم وذراريهم ، وضرب الجزية على من بقي منهم ، وجلا كثيراً منهم إلى بابل - قصبة مملكته - وأقاموا فيها سبعين سنة ، ثم تسلطت عليهم ملوك شتى ، ولبثوا زماناً طويلاً يكابدون بلاء عنيفاً ، من تواتر الحروب على بلادهم ، إلى أن صاروا جميعاً تحت سلطة الرومان ، بعد ولادة عيسى عليه السلام بإحدى وسبعين سنة ، واستؤصلوا من أرضهم ، وتفرقوا في البلاد شذر مذر ، صاغرين مقهورين . ومن هاهنا ، استدل من استدل بأنهم لا يكون لهم دولة ولا عز ، وباتصال ذلهم . { إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ } لمن أقام على كفره ، ونبذ وصاياه { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي : لمن تاب وآمن وعمل صالحاً . ثم أخبر تعالى عن تبددهم في الأقطار بقوله : { وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ … } .