Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 184-184)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِمْ مِّن جِنَّةٍ } أي : كما يختلقون . والإستفهام ، للإنكار والتوبيخ ، أي : أو لم يتفكروا في أنه ليس بصاحبهم ، الذي هو أعظم الأمة الهادية بالحق ، شيء من جنة . وجوّز أن يكون الكلام تمّ عند قوله : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ } إنكاراً لعدم تفكرهم في شأنه ، الموقف على صدقه ، وصحة نبوته . ثم ابتدأ نفي الجنة عنه تعجيباً وتبكيتاً . و ( الجِنَّةُ ) مصدر ، كالجلسة ، بمعنى الجنون ، وليس المراد به الجن ، كما في قوله تعالى : { مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ } [ الناس : 6 ] ، لأنه يحوج إلى تقدير مضاف ، أي : مسّه جنة أو تخبطها . والتعبير عنه صلى الله عليه وسلم بـ ( صاحبهم ) للإيذان بأن طول مصاحبتهم له ، مما يطلعهم على نزاهته عما ذكر ، ففيه تأكيد للنكير ، وتشديد له { إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ } أي : رسول مخوف { مُّبِينٌ } أي : موضح إنذاره ، مبالغة في الإعذار . ولما نعى عليهم تفكرهم في شأنه صلى الله عليه وسلم ، أنكر إخلالهم في التأمل بالآيات التكوينية المنصوبة في الآفاق والأنفس ، الشاهدة بصحة الآيات المنزلة ، فقال سبحانه : { أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن … } .