Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 192-192)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ } أي : لعبدتهم إذا حزبهم أمر { نَصْراً } أي : بجلب نفع ، أو دفع ضر { وَلآ أَنْفُسَهُمْ يَنصُرُونَ } إذا اعترتهم حادثة من الحوادث ، كما قال تعالى : { وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ } [ الحج : 73 ] ، وكما كان الخليل عليه الصلاة والسلام يكسر أصنام قومه ، ويهينها غاية الإهانة . وقد حكى ابن كثير أن معاذ بن عَمْرو بن الجموح ، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما أسلما لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وكانا شابين ، فكانا يعدوان في الليل على أصنام المشركين ، يكسرانها ويتلفانها ، ويتخذانها حطباً للأرامل ، ليعتبر قومهما . وكان لعمرو بن الجموح - وكان سيداً في قومه - صنم يعبده ويطيبه ، فكانا يجيئان في الليل ، فينكسانه على رأسه ، ويلطخانه بالعذرة ، فيجيء عَمْرو بن الجموح ، فيرى ما صنع به ، فيغسله ويطيبه ، ويضع عنده سيفاً ، ويقول له : انتصر ، ثم يعودان لمثل ذلك ، ويعود إلى صنيعه أيضاً . حتى أخذاه مرة ، فقرناه مع كلب ميت ، ودلّياه في حبل في بئر هناك ، فلما جاء عَمْرو بن الجموح ، ورأى ذلك ، نظر فعلم أن ما كان عليه من الدين باطل . وقال : @ تالله لو كنتَ إلهاً مُسْتَدَنْ لم تك والكلبَ جميعاً في قَرَنْ @@ ( مستدن : ذليل مستعبد . والقَرَن : الحبل ) . ثم أسلم فحسن إسلامه ، وقتل يوم أحد شهيداً ، رضي الله عنه وأرضاه . ( انظر سيرة ابن هشام ج2 ص 95 طبعة الحلبي . وص303 طبعة جوتنجن ) . تنبيه قال الجشميّ : تدل الآية على صحة الحجاج في الدين ؛ لأن قوله : { أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ … } [ الأعراف : 191 ] الآية - حجاج ، وتدل على أن المستحق للعبادة الذي يخلق وينعم ويقدر على النفع والضر هو الله تعالى .