Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 37-37)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } أي : ممن تقوّل على الله كذباً بالتحليل والتحريم ، أو بنسبة الولد والشريك ، أو كذب بآياته المنزلة { أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَابِ } أي : يصيبهم حظهم مما كتب لهم من الرزق والعمر وغير ذلك . أي : مع ظلمهم وافترائهم وتكذيبهم ، لا يُحْرَمون ما قدر لهم من العمر والرزق إلى انقضاء آجالهم . وفي الآية وجوه أخر ، هذا أظهرُها وأقواها في المعنى ، وتتمة الآية تدل عليه ، وحينئذ تتلاقى مع نظائرها ، كقوله تعالى : { قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } [ يونس : 69 - 70 ] . وقوله تعالى : { وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ * نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً } [ لقمان : 23 - 24 ] الآية { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } أي : ملائكة الموت تقبض أرواحهم { قَالُوۤاْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي : أين الآلهة التي كنتم تعبدونها ليكونوا لكم شفعاء ، فلا نراهم يخلّصونكم مما تحقق عليكم من هذه الشدائد . وفائدة السؤال وجهان : توبيخ وتبكيت لهم يزيدهم غمًّا إلى غم ، ولطف بالمكلف لأنه إذا تصور ذلك صرفه عن التكذيب . و ( ما ) وقعت موصولة بـ ( أين ) في خط المصحف العثمانيّ ، ومقتضى الاصطلاح الفصل لأنها موصولة { قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا } أي : غابوا عنا فلم يخلّصونا من شيء { وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } أي : عابدين لما لا يستحق العبادة . اعترفوا بأنهم لم يكونوا على شيء فيما كانوا عليه ، وأنهم لم يحمدوه في العاقبة .