Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 43-43)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } أي : نخرج من قلوبهم أسباب الحقد والحسد والعداوة ، أو نطهرها منها ، حتى لا يكون بينهم إلا التواد والتعاطف . وصيغة الماضي للإيذان بتحققه وتقرره { تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَٰرُ وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا } أي : لِمَا جزاؤه هذا ، أي : لأسباب هذا العلوّ ، بإرسال الرسل والتوفيق للعمل { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاۤ أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ } أي : ما كنا لنرشد لذلك العمل الذي هذا ثوابه ، لولا أن وفقنا الله له بدلائله وألطافه وعنايته { لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } أي : فاهتدينا بإرشادهم قال الزمخشريّ : يقولون ذلك ، أي : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } … إلخ سروراً واغتباطاً بما نالوا ، وتلذذاً بالتكلم به ، لا تقرباً ولا تعبداً ، كما ترى من رزق خيراً في الدنيا يتكلم بنحو ذلك ، ولا يتمالك ألا يقوله ، للفرح والتوبة { وَنُودُوۤاْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي : أعطيتموها بسبب أعمالكم في الدنيا ، فالميراث مجاز عن الإعطاء ، تجوّز به عنه إشارة إلى أن السبب فيه ليس موجباً ، وإن كان سبباً بحسب الظاهر ، كما أن الإرث ملك بدون كسب ، وإن كان النسب مثلاً سبباً له . وعلى ما تقرر ، فلا يقال إنه معارض لما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم : " " واعلموا أن أحدكم لن يدخله عمله الجنة ! " قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل " " ولا يحتاج إلى الجواب عنه ، ولا أن يقال الباء للعوض لا للسبب . وهذا تنجيز للوعد بإثابة المطيع ، لا بالاستحقاق والاستيجاب ، بل هو بمحض فضله تعالى ، كالإرث - كذا في العناية . روى الإمام مسلم عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنةَ نادى مناد إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً ، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً ، وإن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبداً " ، فذلك قوله عز وجل : { وَنُودُوۤاْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ … } الآية .