Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 53-53)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } أي : ما ينتظرون إلا ما يؤول إليه أمره ، من تبيّن صدقه ، بظهور ما نطق به من الوعد والوعيد . قال الشهاب : ( فالنظر ) هنا بمعنى ( الانتظار ) لا بمعنى الرؤية . والتأويل بمعنى العاقبة ، وما يقع في الخارج ، وهو أصل معناه ، ويطلق على التفسير أيضاً ، والمعنى : أنهم قبل وقوع ما هو محقق ، كالمنتظرين له ؛ لأن كل آت قريب ، فهم على شرف ملاقاة ما وعدوا به ، فلا يقال : كيف ينتظرونه مع جحدهم ؟ فإنهم وإن جحدوه ، إلا أنهم بمنزلة المنتظرين وفي حكمهم ، من حيث إن تلك الأحوال تأتيهم لا محالة { يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ } يعني : يوم القيامة ؛ لأنه يوم الجزاء ، وما تؤول إليه أمورهم { يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ } أي : تركوه ترك المنسيّ ، حين كان ينفعهم الذكر ، فلم يؤمنوا به عند معاينة العذاب { قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } أي : بما هو واقع من الاعتقادات والوعد والوعيد { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ } في إزالة العذاب { أَوْ نُرَدُّ } إلى مكان العمل { فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } من الجحود واللهو واللعب وأعمال الدنيا . قال عز وجل : { قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } بصرف أعمالهم في الكفر { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي : ذهب عنهم ما كانوا يفترون من أن معبوديهم شفعاؤهم عند الله ، وعلموا أنهم كانوا في دعواهم كاذبين . ولما قدم سبحانه ذكر الكفار وعبادتهم غيره ، سبحانه ، احتج عليهم ، مبيناً بأفعاله أنه لا معبود سواه بقوله : { إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ … } .