Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 62-62)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي } أي : ما أوحي إليّ في الأوقات المتطاولة ، أو في المعاني المختلفة ، من الأوامر والنواهي ، والمواعظ والزواجر ، والبشائر والنذائر ، ويجوز أن يريد رسالاته إليه وإلى الأنبياء قبله من صحف جدّه ، إدريس ، فهذا نكتة جمع ( الرسالات ) ، وإلا فرسالة كل نبي واحدة ، وهي مصدر ، والأصل فيه ألا يجمع ، فجمع لِمَا ذُكِرَ { وَأَنصَحُ لَكُمْ } وأقصد صلاحكم بإخلاص { وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أي : من الأمور الغيبية التي لا تعلم إلا من طريق الوحي ، أشياء لا علم لكم بها ، أو أعلم من قدرته الباهرة ، وشدة بطشه على أعدائه ، وأن بأسه لا يُرَدُّ عن القوم المجرمين ما لا تعلمونه . قال ابن كثير : وهذا شأن الرسول أن يكون مبلّغاً فصيحاً ناصحاً عالماً بالله ، لا يدركه أحد من خلق الله في هذه الصفات ، كما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم عرفة ، وهم أوفر ما كانوا وأكثر جمعاً : " " أيها الناس ! إنكم مسؤولون عني ، فما أنتم قائلون ؟ " قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأدّيت ونصحتَ ، فجعل يرفع إصبعه إلى السماء ، وينكسها عليهم ويقول " اللهم اشهد ، اللهم اشهد " " .