Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 1-3)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ } قال مجاهد : أي : دعا داعٍ بعذاب يقع في الآخرة ، وهو قولهم : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] والسائل هو النضر بن الحارث بن كلدة - فيما رواه النسائي عن ابن عباس - وقد قيل : إن الموعود بوقوعه عذاب الدنيا . وقد قتل النضر ببدر ، ففي الآية إخبار عن مغيب وقع مصداقه . و { لِلْكَافِرِينَ } صفة ثانية لـ ( عذاب ) ، أو صلة لـ ( واقع ) . واللام للتعليل ، أو بمعنى ( على ) . { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ ٱللَّهِ } أي : راد يرده من جهته ، لتعلق إرادته به وهكذا كقوله تعالى : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } [ الحج : 47 ] . وقوله تعالى : { ذِي ٱلْمَعَارِجِ } قال الرازي : المعارج جمع معرج ، وهو المصعد . ومنه قوله تعالى : { وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } [ الزخرف : 33 ] . والمفسرون ذكروا فيه وجوها : أحدها : قال ابن عباس في رواية : أي : هي السماوات . وسماها معارج لأن الملائكة يعرجون فيها . وثانيها : قال قتادة : ذي الفواضل والنعم . وذلك لأن لأياديه ووجوده إنعامه مراتب ، وهي تصل إلى الناس على مراتب مختلفة . وثالثها : أن المعارج هي الدرجات التي يعطيها أولياءه في الجنة .