Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 22-35)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } أي : مقيمون ، لا يضيعون منها شيئاً . { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } أي : المتعفف الذي أدبرت عنه الدنيا ، فلا يسأل الناس . وقيل : الذي لا ينمي له مال . وقيل : المصاب ثمره ، أخذاً من قول أصحاب الجنة في السورة قبل { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } [ القلم : 27 ] واللفظ أعم من ذلك كله . وقد روى ابن جرير عن ابن عمر أنه سئل عن الحق المعلوم أهو الزكاة ؟ فقال : إن عليك حقوقا سوى ذلك . ومثله عن ابن عباس قال : هو سوى الصدقة ، يصل بها رحما ، أو يقري بها ضيفا ، أو يحمل بها كلاّ ، أو يعين بها محروماً . وعن الشعبي : أن في المال حقاً سوى الزكاة . { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } أي : الجزاء . { وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } قال ابن جرير : أي : وَجِلون أن يعذبهم في الآخرة ، فهم من خشية ذلك لا يضيعون له فرضاً ، ولا يتعدون له حداً . { إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } أي : أن ينال من عصاه ، وخالف أمره . { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } أي : لغلبة ملك الصبر ، وامتلاك ناصيته . { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ } قال ابن جرير : أي : التمس لفرجه منكحاً سوى زوجته ، أو ملك يمينه … { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } أي : الذين عدوا ما أحل الله لهم ، إلى ما حرمه عليهم . { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } قال ابن جرير : أي : لأمانات الله التي ائتمنهم عليها من فرائضه ، وأمانات عباده التي ائتمنوا عليها ، وعهوده التي أخذها عليهم بطاعته فيما أمرهم به ونهاهم ، وعهود عباده التي أعطاهم ، على ما عقده لهم على نفسه راعون ، يرقبون ذلك ويحفظونه فلا يضيعونه . { وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ } أي : لا يكتمون ما استشهدوا عليه ، ولكنهم يقومون بأدائها حيث يلزمهم أداؤها ، غير مغَيّرة ولا مبدلة . { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } أي : لا يضيعون لها ميقاتاً ولا حداً . قيل : الحفظ عن الضياع ، استعير للإتمام والتكميل للأركان والهيئات ؛ ولذا قال القاضي : تكرير ذكر الصلاة ووصفهم بها أولاً وآخراً ، بآعتبارين : للدلالة على فضلها ، وإنافتها على غيرها . { أُوْلَـٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ } أي : بثواب الله تعالى ، لاتصافهم بمكارم الأخلاق .